موضوع رائع! لو لا انشغالي بالدراسة لأقسمت أنه فتح شهيتي للتأليف القصصي من جديد.
قبل كل شيء لابد من القراءة.. الكثير منها ، بل قل إدمانها. فتلك مرحلة لازمة للكاتب ، إذ يتكون فيها و يكسب منها الخبرة و يحصل على الأدوات ، و يرى فيها كيف يوظف الكتّاب اللغة و كيف يعركونها ، و كيف يختارون الشخصيات و كيف يقودونها ! حتى يصل إلى درجة "الامتلاء". من ثمّ ، و قد نضج و (بلغ) يمكنه أن يجرب أولى خطواته في هذا العالم الجديد ، عالم القلم و الورق ، عالم التأمل و الإبداع.
إذاً، لحسن حظي أن عشقي و إدماني للقراءة يتجاوز عشقي و إدماني للكتابة.
فالإتقان هو اسم اللعبة. و إن لم تنوِ الإتقان فلا تزد الأمور سوءا و لا تضع لطخا جديدا على الحائط الملطخ أصلا !.. بل ساهم على الأقل في نقاء و "نظافة" المكان و اجلس و لاحظ الذين يفوقونك لغة و تجربة.. لاحظهم كيف يرسمون قصصهم و أشعارهم ، تأمل جيدا ! و تحدى نفسك لتتفوق عليهم ، ثم حاول و حاول. فالسر شارة تعطيك إياها التجربة.. و التجربة وحدها.
هل تصدق لو قلت أن "الإتقان" هو مشكلتي؟! أو بالأحرى رغبتي المحمومة بإتقان كل قصة أكتبها؟؟ لدرجة أنني أدقق في كل كلمة بل و كل حرف، و أعيد قراءة و كتابة كل مقطع أكثر من مرة، و في النهاية لا يصل أي شيء أكتبه إلى درجة الإتقان التي أطمح إليها فأصاب بإحباط سخيف و أتوقف عن الكتابة!
ما الحل؟ لا أدري...
إن التعب يأتي بعد الحب. فإذا أحببت شيئا وجدت بنفسك - ولابد - استعدادا فطريا للتعب من أجله ، مهما بلغت درجة التعب ومهما تعذّر الأمر و صَعُب. ثم لا تشعر إلا وقد انتهيت من العمل ولم تبال بالساعات التي انقضت ولا بالمضايقات و العقبات التي وجدت !
هممم... أنا بطبعي كسولة و سريعة الإحباط... لا عجب إذاً أنني لم أكمل إلا قصة أو قصتين من القصص التي ألفتها!
استغل كل فكرة تخطر لك..
هناك الكثير من الأفكار التي قد تخطر للمرء فجأة ثم تذهب بلمح البصر وقد لا تذكر منها شيئاً بعد ذلك..لذا من الأفضل أن تضع معك دائماً مفكرة صغيرة وتكتب عليها أي فكرة خطرت لك فور ورودها ثم ستجدها في الوقت المناسب لتجعل منها نصاً كاملاً..
آخ، فعلاً.. لا زلت أتحسر على المسودات التي فقدتها و فيها كل الأفكار القصصية و السيناريوهات التي خطرت ببالي طوال العطلة الصيفية! لابد أن أحفظ أفكاري في مكان أكثر أمناً من جهازي العتيق. =_=