لا تطمعوا بالكهرباء... فأنها
ترفٌ يذكركم بدنيا فانية!
فنبيّكم وآل بيته عاشوا حياتهم
في ضوء فانوس حياة راضية
لم يقتنوا في بيوتهم ثلاجة ولا
صحن دشٍ على سطوح عالية
لم يعرفوا التكييف في قيض الليالي
كانت مهافيفهم لذلك كافية
ماذا دهاكم هل نسيتم حيدراً
قضى نصف عمره ببطن خاوية
وخذوا من أبي ذر مثلا حين
يختار من خشن الثياب البالية
فإخشوشنوا حتى تدوم بعزة
نعمائكم ودعوا الحياة كما هي
المترفون سيصطلون بنارها
ومعدموها لهم جنان زاهية
لا تتركوا نسوانكم تظهر أعيناً
حورا لترشقنا سهاماً حامية
لغة العيون أشد فتكا بالورى
من كل أسلحة العدو الغازية
فالله ما خلق النساء لفتنة
بل خُلِقَت نساؤكم لغسل الآنية
لا تنشدوا التغيير فهو حماقة
فماذا جنيتم من زوال الطاغية؟
إذ راحً صدّام وجاء من بعده
تسعون معمما تحميهم المافية
قد بَدّلوا بنطالهم بعمامة
وكووا جباههم فكانت قاسية
لا تزعجوا حكامكم بمطالب
ناءت عنها الجبال الراسية
الغاز والبنزين شر مطلق
لم تستقم بها بلدان نامية
حيث التلوثُ قد يعمُ ديارَكم
وهواءَكم وكذا السماءَالصافية
أثقبوا الأوزون فالأرض التي
ترثونها أمٌ رؤوم حانية
ماضرّ أن تطأوا الحميرفأرضكم
ملأى بأصناف الحمير الغالية
من سادةٍ طبعَ الوقار وجوههم
فاقوا به حقاً وقار معاوية
وادعوا دعاءَ الافتتاح فأنهُ
سيزيدكم حتما غنى ورفاهية
وأتلو دعاءً للثمالى الذي
لولاه ما بقيت لكم من باقية
ودعاء كميلٍ قد يقيتُ جياعَكم
لو أنه يتلى بروح سامية
هيا ألطموا يا سادتي وتطيّروا
هيا أهرقوا مزيدا منالدماء الزاكية
لم يخلق الرحمان أجمل منظرا
من لاطمين على صدور عارية
يسترخصون دماءهم ولعلها
عادت لأرخص من براز الماشية
سلمت يدا أمكم إيران لما صدرّت
لبلادكم هاذي التكنولوجيا العالية
هاذي الزناجل المسننة التي
تذر الظهور مسننات دامية
تلك الخناجر والسيوف هوت بكل صلابة
فوق الرؤوس اللامعات الخاويه
لا تجعلوا الجوّال يفسد عيشكم
فهو باغٍ أتاكم من بلاد باغية
عاشوركم ملأ الشوارع (قيمةً)!
ورمضانكم ملأ البيوت زلابية
ومواكبُ العَزَواتِ تَتْري كلما
مرّت مناسبة تفرّخ ثانية
فلم التذمر والتشكي وحياتكم راغدة
وعلائم الفرح والبشر عليكم بادية
هذا العراق وهاذي مأساته
إن العراق يسير بكم نحو الهاوي