بسم الله الرحمن الرحيم
مرحباً بأعضاء المنتدى ..
أعتذر لكم عن التأخير الكبير في تكملة أحداث القصة لكنني مع الأسف نسيتها تماماً
لانشغالي بالدراسة و بدأي في كتابة قصة جديدة ..
و لهذا كاعتذار سوف أقدم لكم اليوم أربعة فصول معاً و أتمنى أن تنال الفصول إعجابكم ..
و الآن أترككم مع الفصول
الفصل الرابع:
في القرية ...
حينما خرجنا من القرية .. كان هناك شئ غريب .. فلم يهاجمنا أي شئ من هؤلاء الوحوش لفترة خمس دقائق تقريباً ...
ثم فجأة .. ظهراثنان أمام السيارة .. و قد دهسهم جورج دهساً ...
صرخ جورج و ترجل من السيارة بسرعة .. بينما لم أنزل أنا ...
فجأة .. وجدت سبعة من هؤلاء يحيطون بجورج ..!
ياللهول ! إنه فخ ..
ليسوا أغبياء كما كنت أظنهم .. إنهم أذكياء .. لقدأعدوا لنا فخاً محكماً .. الأوغاد !
صرخت بدوري ، ثم أمسكت البندقية و حشوتها .. و ترجلت من السيارة ..
أطلقت رصاصتان فسقط اثنان ميتان .. ثم أطلقت الثالثة .. مات أحدهم .. لكن هناك من رآني منهم ...
اتجه نحوي بسرعة .. ثم أسقط البندقية مني .. و أمسك بي بقوة .. و بدأ يحاول عضي ..
حاولت التملص منه لكن الوغد كان قوياً حقاً .. و قد ظل ممسكاً بي بقوة .. لكني ركلته ثم لكمته .. تركني أخيراً .. فانحنيت لألتقط البندقية .. و أطلقت رصاصة عليه .. فسقط ميتاً علي الأرض ...
نظرت إلي جورج .. لأجد أنه في ورطة .. فقد كان هناك اثنين ممسكين به بقوة .. و يقيدانه .. بينما الثالث يحاول عضه .. فضربت الذي كان يحاول عضه بالبندقية .. ثم أطلقت النار علي واحد ممن كانا يقيدانه .. فالتفت لي الآخر .. ثم اتجه نحوي بسرعة .. لكن جورج ركله ركلة قوية جداً .. فعاجلته أنا بلكمة سريعة .. ثم أطلقت النار عليه ...
نظرت إلي جورج .. الذي كانت ساقاه ترتجفان كعودين مسلوقين من المكرونة ...
قال لي : " ياللهول ! إن قلبي يكاد يتوقف رعباً "
قلت : " بالمناسبة ، يجب أن تدافع عن نفسك .. قد لا أكون موجوداً دائماً لحمايتك ... "
قال : " كانواسبعة لو لم تلاحظ "
قلت له : " و أناقتلت أربعة لو لم تلاحظ "
عدنا إلي السيارة .. و كان جورج يتمتم بصوت خفيض .. لابد أنه يسبني .. أو شئ ما من هذا القبيل ...
عدنا إلي السيارة .. فقلت لجورج : " ما رأيك بأن نذهب لتفقد و تفتيش المنازل .. علنا نجد بعض الذخيرة و نأخذها .. كما يمكن أن نجد أسلحة .. و ربما نجد شخصاً ما .. لم يتحول ليساعدنا في رحلتنا ، ثم نذهب لبقالة آرثرلنأخذ منها بعض الأطعمة المعلبة .. ما رأيك ؟ "
قال : " فكرة ممتازة "
هكذا .. توقفنا عند أول منزل صادفنا .. كان منزل أحد أصدقائنا .. و يدعي جون ...
ترجلنا من السيارة .. فوجدنا أن باب منزل جون مفتوح .. تحركه الرياح ...
كاد جورج أن يفتح الباب .. لكني قلت له أن ينتظر .. ويفتح الباب بحذر .. لعل هذا يكون فخاً آخر ...
فتح جورج الباب فيحذر شديد .. و تقدمنا إلي داخل المنزل ببطأ .. فلم نجد شيئاً بالداخل لحسن الحظ ...
كان المنزل خالياً .. لكننا وجدنا جثة هناك .. تفحصتها فوجدت أنها جثة جون ذاته ...
شهق جورج في رعب وحزن معاً .. بينما أبعدت أنا وجهي بعيداً و قاومت دموعي ...
ياللهول ! كان يجب أن نحزن .. فكل من كان يعرف جون .. كان لابد من أن يحبه ...
فقد كان جون مرحاً .. و كان طيباً فعلاً .. كان شديد الشجاعة .. و قد كان أزرق العينين أشقر الشعر ...
قلت لجورج بصوت مبحوح : " قاوم حزنك و أكمل البحث "
فعدنا نكمل بحثنا في المنزل .. و قد وجدنا فيه مسدس من النوع ذي الساقية الدوارة .. و كان معه ما يقرب من 20 طلقة ...
أخذته و أعطيته لجورج و قلت : " احتفظ به .. فقد تحتاجه "
خرجنا من المنزل .. و عدنا إلي السيارة في حزن و رعب معاً ...
أخذنا نفتش بيوت القرية بيتاً بيتاً .. و قد وجدناالعديد من هذه الأشياء قتلناها جميعاً .. و قد وجدنا مسدساً آخر أخذناه .. الغريب أن الكثيرين ماتوا .. و وجدنا جثثهم في منازلهم .. لكن هناك من لم نجدهم .. و قد اختفوا تماماً ...
لكن أسوأ ما حدث .. كان في منزل صديقنا ريمون .. فقد دخلنا إلي المنزل .. و فتشناه كالعادة ...
فجأة .. هاجمنا أحد هذه الوحوش .. فأطلق عليه جورج النار بسرعة .. فسقط ميتاً ...
نظرت إلي الجثة .. فشعرت بشئ غريب .. هناك شئ غريب ألاحظه في وجهه .. ألاحظه رغم تشوه الوجه المريع .. إن الوجه يبدو مألوفاً بشكل غريب فعلاً ...
اقتربت من الجثة .. لأجد أنه وجه ريمون نفسه !
نظر جورج إلي الجثة و قد أدرك الأمر كذلك .. فصاح متلعثماً : " لم أدر.. لم أكـ.. أنا ... لمأعرف أنه هو "
قلت له : " لا تلم نفسك .. كان سيقتلنا لو لم نقتله .. و أظن أنك أرحته .. "
نظرت إلي الجثة فيحزن .. و قاومت دمعتين ذرفتهما عيني ...
خرجنا من المنزل .. و ذهبنا إلي أخر منزل لم نستكشفه .. هو منزل آرثر ...
عندما كنا في السيارة .. قال لي جورج : " لماذا أصاب الوباء ريمون و لم يصبنا ؟ "
قلت له : " لاأدري طبعاً ، لكن لا أظنك تعتبر هذا شيئاً سيئاً "
قال : " لا .. لاأقصد هذا .. لكن .. هناك شئ ما خطأ "
ثم تمتم شارداً بصوت خفيض : " هناك شئ خطأ "
وصلنا إلي منزل آرثر .. لكن .. ياللهول ! .. لا يمكن أن تكون هذه هي دار آرثر بحال ...
حديقة دار آرثر الجميلة في فوضي .. و الشجيرات الصغيرةالتي كان يحب زراعتها .. مقتلعة كلها من أماكنها .. و أحواض أزهار التيوليب الخاصةبه مهشمة تماماً ...
دار آرثر نفسها لم تكن أفضل حالاً .. كانت الفوضي في كل مكان .. و تلفاز آرثر واقع علي الأرض و مكسور .. الدماء تغطي كل شئ .. و بجانب أريكة حجرة المعيشة .. وجدنا بندقية آرثر ساقطة علي الأرض و ملطخة بالدماء .. رباه ! آرثر ، أين أنت؟
لم يجرؤ أحد فينا علي لمس بندقية آرثر .. لكننا وجدنا بعض الطلقات الخاصة بالبندقية .. فأخذناها .. و وجدنا حقيبة ظهر خاصة بآرثر .. فأخذناها علي سبيل الإحتياط ...
خرجنا من دار آرثر .. ثم اتجهنا إلي بقالته .. و أخذنا بعض المعلبات و زجاجات المياه المعدنية ...
فجأة وجدت جورج يصرخ .. نظرت باتجاهه لأجد مسخاً يمسكه .. و يقيد يده إلي ظهره ...
جهزت بندقيتي لأصوب علي المسخ .. لكن .. أسقطها مني مسخ آخر .. ثم قيدني هو الآخر ...
ياللهول ! نحن بلا أسلحة و مقيدين تماماً .. لقد انتهينا !
الفصل الخامس :
عودة غير متوقعة ...
ياللهول ! ... ياله من مأزق وقعنا فيه .. لقد ضعنا فعلاً .. نحن مقيدون .. و بلا أسلحة .. سنموت ...
يا لها من حياة قاسية .. منذ أربعة أيام فقط .. كنت شخصاً عادياً يأمل حياة عادية .. أما الآن .. فأنا مطارد من وحوش غريبة .. أحاول الوصول إلي مكان آمن .. لم يصله هذا الوباء بعد ...
الوداع أيتهاالحياة القاسية ...
وسط هذه الخواطرالسوداء ... سمعت صوتاً مألوفاً يصيح : " للأسف يا أعزائي .. لقد ألغيت وجبة الغداءاليوم .. لن تقتلوا أحداً "
ثم فجأة .. وجدت نفسي أتحرر من هذا الوحش .. ثم نظرت إلي منقذنا الغامض .. لأجد أنه ..... آرثر !
كان يتقاتل مع الوحش و يسدد له لكمات قوية فعلاً ...
نسيت أن أخبركم أن آرثر في الخمسين من العمر ... لكنه كان مجنداً سابقاً في الجيش .. لهذا فقد كان يملك قوة جسدية كبيرة ...
لكن له نقطة ضعف .. فقد كان لديه إصابة قديمة في قدمه .. أصيب بها في الحرب .. لهذا كان يعرج عرجاً خفيفاً ...
صرخت غير مصدق : " آرثر ، أنت حي ! "
قال : " بدلاً من الدهشة .. أرجو أن تفعل شيئاً مفيداً و تنقذ جورج .. و اتركني أنا لهذا الفتي الجميل .. "
فأمسكت بندقيتي بسرعة و صوبتها إلي المسخ الذي كان ممسكاً بجورج .. و أطلقت النار عليه .. فتحررجورج أخيراً ..
ثم نظرنا نحن الاثنين إلي آرثر مندهشين .. لنجد أنه قضي علي الوحش .. كان الوحش ساقطاً علي الأرض و الدم و ذلك السائل الأخضر ينزف من كل فتحات جسده تقريباً ...
قال آرثر في فخر : " لم يكن عليه أن يعبث معي .. ها هو جزائه "
ثم قال موجهاًالكلام لي : " أرجو أن تدافع عن نفسك .. فأنا لن أكون موجوداً دائماً لإنقاذك "
نظرت إلي جورج .. لأجده يضحك .. و أنا أفهم سبب ضحكه .. فأنا قلت لهذات الكلام الذي قاله آرثر لي .. اللعنة عليك يا آرثر ! لقد انتقمت له ...
قال جورج بصوت خفيض لكني سمعته : " سخرية القدر ... "
قلت لآرثر : " دعنا من هذا الآن و قل لي ، ماذا حدث لك و لبيتك .. لقد ظننتك ميتاً "
قال : " أولاًدعوني أركب السيارة .. فإصابة قدمي تؤلمني بشدة .. "
فدخلنا و جلسنا في السيارة ... فقلت: " و الآن .. ماذا حدث "
قال بينما بدأ جورج السير : " كنت جالساً أتابع الأخبار في قلق .. و قد قال مذيع شئ ما عن مدينة موجودة بكاليفورنيا ، تدعي ذا .. ذا .. "
قلت له : " ( ذا سيف فورت ) يقولون أنها آمنة و أن العدوي لم تصلها بعد .. و نحن نحاول الوصول إليها "
قال : " أجل .. صحيح .. المهم .. كنت أتابع الأخبار .. حينما سمعت صوتاً غريباً من الحديقة .. نهضت .. و نظرت من النافذة .. لأجد هذه الأِشياء تدمرالحديقة .. هنا شعرت بالرعب .. فأنا أعرف هذه الأشياء من الأخبار .. فجريت بسرعة لأحضر بندقيتي .. و حشوتها .. ثم فتحت الباب .. و أطلقت الرصاص علي اثنين .. فانتبه الآخرين و دخلوا المنزل ورائي .. و هنا بدأوا يدمرون المنزل .. و حاول أحدهم إلقاءالتلفاز علي .. لكني تفاديته في اللحظة الأخيرة .. "
ثم أطلق سبة و قال : " اللعنة ! .. لقد كان التلفاز باهظ الثمن ... المهم أخذت أجري .. و كل بضع خطوات .. أطلق رصاصة .. حتي أسقطت ثلاثة .. لكن أحدهم أسقط البندقية مني .. هنا ركلته بساقي المصابة .. فآلمتني كثيراً .. لكنني لم أبالي بالألم .. و خرجت من المنزل هارباً .. "
قال : " بعدها أخذت أختبأ في الحقول .. و أهرب .. حتي وجدتكم .. و لم أصدق أنكم أحياء .. و أنتم تعرفون الباقي .. ، لكن ماذا حدث لكم أنتم ؟ "
فحكيت له أنا و جورج قصتنا .. و قد ضحك كثيراً عندما قلت له ما قلته لجورج عن الدفاع عن نفسه .. و لكنه كاد يبكي عندما سمع عن ما حدث لجون و ريمون ..
بعد أن أنهينا حكايتنا .. قلت لآرثر .. سوف نعد لك حقيبة مثل حقيبتينا .. و وضعت فيها ذات ماوضعته في حقيبتنا ..
و عندما كنت أضع له المعلبات .. قال مازحاً : " لحظة .. هذه المعلبات من متجري ... أيها اللصوص .. "
قلت مازحاً أنا الآخر : " لا تقلق ، سوف ندفع ثمنها "
ضحكنا نحن الثلاثة ...
قال آرثر : " هل سنذهب لسيف فورت هذه ؟ "
قلت له : " لا حل أمامنا سوي هذا "
ثم صمتنا و نحن نخرج من القرية ...
ها نحن ذاهبين إليها .. نحن قادمون يا كاليفورنيا ..
إلي ( ذا سيف فورت)
الفصل السادس :
في الطريق ...
حينما خرجنا من القرية .. نظرت للقرية ورائي في حزن ، و كنت أفكر أنني ربما لن أراها مرة أخري .. هذه القرية التي ولدت فيها و عشت بها ما يزيد عن 25عاماً ... قد تكون تلك آخر مرة أراها فيها ...
ظللت أنظر إليها في شرود ، و أنا أسرح بخواطري السوداء .... حين أعادني آرثر إلي الواقع .. فقد سألني قائلاً : " لماذا أصاب الوباء البعض .. و منهم أصدقائنا .. لكن ثلاثتنا لم يصب ؟ "
قلت : " لقد سألني جورج ذات السؤال .. و بالطبع لم أجد رداً "
قال : " لابد أن لانتقال هذا الوباء ظروفاً معينة .. لاينتقل دون تحققها ... كالإيدز مثلاً "
قال جورج : " لكن طرق انتقال الإيدز معروفة و قليلة جداً .. و من الصعب أن يكون لهذا الوباء ذات الطرق .. أو طرق مشابهة .. فقد انتقل إلي العديد من أصدقائنا ... "
قلت : " إن لدي نظرية .. لكنها تشاؤمية إلي حد ما .. فقد قرأت قصة قصيرة عن وباء أصاب إحدي الدول .. فأبادها عن بكرة أبيها .. و ظل رجلاً واحداً حياً .. و أخذ يتسائل عن سبب نجاته .. "
قال جورج : " وماذا بعد ؟ "
قلت : " حسناً ... لقد اكتشف أنه هو مصدر الفيروس "
قال آرثر : " يا لك من متفائل ! "
قلت : " من يدري .. لعل الأمر حقيقة ... "
هنا قال جورج : " لكن هناك لغزاً آخر .. من أين جاء هذا الوباء بالضبط و ما سبب وجوده "
قلت أنا : " لعله من الفضاء الخارجي "
قال الاثنان معاً في دهشة : " الفضاء ؟! "
قلت : " ليس الأمرغريباً بهذا الحد .. إن الدراسات الإحصائية حتي الآن .. تشير إلي أن الاحتمال الأكبر للقاء مخلوقات فضائية .. سوف تكون مع فيروس أو بكتيريا غامضة ... "
قال آرثر : " احتمال غريب .. لكنه ممكن .. لقد قرأت عنه في مكان ما "
قال جورج : " ربما ... "
صمتنا و أخذت أناأشاهد الطريق .. و قد كان الطريق خالياً تماماً .. سوي من بعض السيارات المقلوبة علي جانبي الطريق ..
هنا وجدنا بناءاً خشبياً عتيقاً .. كان عليه لافتة كبيرة تقول : ( ريست هاوس )
قال جورج : " سوف أتوقف هنا قليلاً .. "
ترجلنا من السيارة .. و ارتدي كل منا حقيبة ظهره و قبض علي بندقيته .. و دخلنا المكان
....
كان المكان غرفة صغيرة .. بها منضدتان خشبيتان و أمام كل واحدة كرسيان .. و ( كاونتر ) خشبي .. وكان هناك باب يبدو أنه يفضي إلي غرفة داخلية ... لابد أنها تستعمل كمخزن أو شئ من هذا القبيل .. و كان كل هذا مغبراً و مغلفاً بخيوط العنكبوت ...
كنا نظن المكان خالياً .. لكن فجأة .. قفز شئ ما منوراء الكاونتر .. و أطلق لسانا طويلاً لزجاً من فمه .. و .. أحاط به رقبتي ... !
ياللهول ! .. إنه خشن مؤلم جداً .. أنا أختنق .. آااااغ ! آاااه !
بدأت أغيب عن العالم ... و بقعة سوداء تتسع .. في مركز رؤيتي .. هناشعرت بتيار هواء .. و فجأة تحررت .. نظرت لأجد جورج ممسكاً بسكين .. و هذا الشئ بعيداً عني يعوي .. و من فمه يتدلي نصف لسان ينزف .. لا ليس دماً .. ولا حتي دماً مختلطاً بذلك الشئ الأخضر .. بل ذلك الشئ الأخضر المقزز فقط ...
في اللحظة التالية أطلق آرثر بندقيته علي هذا الشئ .. فسقط .. و أخذ ينزف ذلك الشئ الأخضر دون دماء ....
نظرت للجثة وتفحصتها ... إنه يبدو بشرياً .. لكن وجهه مشوه لدرجة لا تصدق .. و لسانه الطويل مشقوق كلسان الثعبان .. و كان له مخالب و أسنان غريبة و طويلة جداً ....
قال جورج : " لقد وجدت السكين علي الكاونتر .. فأمسكت به و هويت به علي لسان هذا الشئ .. دون تفكير في الواقع ... "
قلت بصوت متحشرج و أنا أمسك بعنقي : " أنا مدينٌ لكما بحياتي .. "
قال جورج : " لكن لماذا شكله غريب لهذه الدرجة .. لو أنه منهم .. فأعتقد أننا اعتدنا شكلهم .. لكن هذا ...... "
قلت : " أجل .. إن هناك شيئاً غريباً فيه ... "
ثم قلت : " هيا ندخل إلي هذه الغرفة .. علنا نجد بها شيئاً مفيداً .. "
دخلنا الغرفة .. فوجدنا العديد من الخزانات المغلقة .. فتحناها .. لنجد البعض مليئاً بأطعمة متعفنة .. و البعض به زجاجات ماء .. أخذنا منها الكثير .. و وجدنا البعض به أدوات مائدة .. من أطباق و شوك و معالق و .... سكاكين ! ... أخذ كل منا واحدة ..
هنا فتح جورج خزنة ... فوجدها مليئة بخرق قماش و زجاجات خمر .. فقال : " ممتاز .. "
قلت له : " أتشرب الخمر ؟ "
فقال : " لا .. لكن هذا الأشياء ستكون مفيدة .. لنستعملها كقنابل مولوتوف ... "
قلت له : " معك حق .. فكرة جيدة .. "
تزود كل منا بالبعض منها .. هنا .. قال آرثر : " هل تسمعوا هذا ؟ "
قلت : " لا .. لا أسمع شيئاً .. "
قال : " أصغ جيداً .. "
هنا .. سمعت أصواتاً غريبة بالفعل .. تبدو أقرب لصرخات غاضبة ....
خرجنا من المكان .. لنجد منظراً مرعباً فعلاً .....
قلت لهما : " يبدو أنها النهاية .. "
و ابتلعت ريقي في رعب ....
الفصل السابع :
و بدأ الرعب ...
نظرت في رعب للمشهد الذي لم أكن أتخيل أن أراه في أسوء كوابيسي .. و أبشعها طراً
كان هناك الآلاف من هذه المسوخ .. تجري نحونا .. حشود رهيبة أكثر من عشرة آلاف ..
صرخت في رعب : " اجروا .. إلي السيارة يا حمقي "
صرخ جورج و آرثر بدورهما .. و أخذا يجريان بسرعة رهيبة .. و ركبنا جميعاً السيارة .. هنا صرخت في جورج : " أعطني كبريت .. سوف أستخدم الزجاجات ... "
صرخ : " لم أحضر كبريتاً ! "
قلت له في غيظ من غبائه : " أيها الأحمق .. أنت صاحب الفكرة و لم تحضر كبريتاً .. كيف سنشعل هذه الأشياء الآن ؟! "
صرخ : " لا أعرف .. و عليك أن تصمت لأستطيع القيادة و الهر... "
صمت فجأة .. لأننا وجدنا آرثر قد خرج من السيارة و أخذ يجري بكل سرعة ناحية الريست ..
صرخت : " آرثااااااااااااااااااااااااااار ! .. عد هنا يا أحمق ! "
طبعاً لم يسمعني .. و أخذ يجري و هو يعرج .. لابد أن قدمه تقتله ألماً الآن ...
قال جورج و هو يرتجف : " سوف أتحرك "
صرخت فيه : " هل أنت أحمق .. سوف تتركه يموت .. ؟! "
قال : " لا حل سوي هذا .. و هو من اختار هذا .. فإما أن نتركه و نعيش نحن الاثنين ..... أو تجد ثلاث جثث ممزقة بين هذه الوحوش ... "
فكرت و قلت لنفسي أن كلامه صحيح فعلاً ... فماذا سنستفيد لو متنا و نحن نحاول إنقاذه ؟ ..
هنا قال جورج : " سوف أتحرك "
و بدأ بتشغيل السيارة .. لكنه توقف و صاح : " جاك ! ... آرثر قادم .. "
و أشار إلي الريست ..
نظرت حيث أشار لأجد آرثر قادماً و هو يصرخ : " أحضرت كبريتاً ! "
و أخذ يركض نحو السيارة بسرعة .. ففتحت له الباب ليقفز داخل السيارة و يرمي لكل من بعلبة كبريت ..
لم نفكر كثيراً و أخرج كل منا زجاجة و وبللنا خرق القماش منها .. ثم وضع كل منا خرقة داخل الزجاجة و أشعلناها .. و رمينا الزجاجات ..
ياللهول .. إنهم يحترقون .. و يطلقون صرخات مرعبة .. غير بشرية .. !
لكن من ماتو قليلين جداً .. فصرخت في جورج قائلاً : " تحرك ! "
بدأ يشغل السيارة .. لكنهم كانوا شديدي السرعة... و سيارة جورج بطيئة و عتيقة .. ليست مرسيدس علي أي حال ... لو صح تقديري .. فحتي لو تحركنا فسوف يبلغوننا بعد 5 دقائق لا أكثر ... ماذا أفعل إذن ؟
هنا تذكرت شيئاً ... إن جورج يحتفظ بثلاث (جراكن) بنزين تحسباً للطوارئ ..
فصحت في جورج : " تحرك بسرعة .. "
ثم قلت لآرثر : " استمر في رمي الزجاجات .. هيا "
ثم أمسكت بأحد جراكن البنزين و وضعت به 3 خرق قماشية .. فصاح جورج : " أيها المجنون ! ... ماذا تفعل ؟ "
فلم أرد و أشعلت الخرق .. و رميت الجركن بكل قوتي عليهم .. و في خلال ثواني ....
بوووووووووووووووووووووووووم !!!
انفجر الجركن بقوة و بدأت النيران تنتشر ... و صرخاتهم تعلو في السماء ... و تسربت لأنفي رائحة لحمهم المحترق ....
و كانت النيران تنتشر بسرعة ... و آرثر مستمر في رمي الزجاجات بقوة و سرعة ... فصحت فيه : " كفي توقف ... "
و كان جورج يتحرك بالسيارة بسرعة شديدة و هو يصرخ : " أنت مجنوووون ! "
قلت له : " ربما .. لكن لا تنكر أنني أنقذتكم .. "
و أخيراً ابتعدنا و تركنا هذا الجحيم ورائنا ...
و أخذ كلٌ منا يلتقط أنفاسه أخيراً .... و قال آرثر : " مجنون ! .. أنت فقط مجنون ! ... لكنك أنقذتنا "
قلت له : " أنا مدين لكما علي أي حال ... أنتما أيضاً أنقذتماني من الموت ... و قد اضطررت لرد الدين أسرع مما توقعت "
قال : " فكرة مجنونة فعلاً .. لكنها رائعة مع ذلك "
أخرج آرثر بعض معلبات التونة من حقيبته .. و بدأ يأكل .. و فعلت أنا كذلك مثله ..
فتوقف جورج علي جانب الطريق و بدأ يأكل هو كذلك ....
هنا و في لحظة ... سمعنا صوتاً غريباً ... فرووووم ! فرووووم !
كان صوت موتوسيكل يقترب .. و بدأ مع كل لحظة يقترب أكثر
بدأ الصوت يقترب من موقعنا أكثر فأكثر ..... و أخيراً بدأنا نري الموتوسيكل في الأفق .. أو هل أقول .. المتوسيكلات ؟ ...
و أخيراً عندما بدأنا نراهم بوضوح ..... اكتشفنا أننا كان يجب أن نهرب منذ زمن .....