الصرع
نبذه
الصرع معروف منذ قديم الزمن، وكان الناس يعتقدون أن المصروع رجل قد جن ولكن الطب الحديث إكتشف أن الصرع مرض ناتج عن زيادة النشاط الكهربائي لبعض مناطق المخ بصورة مفاجئة وذلك يؤدي الى نوبات من فقدان الوعي - مع ظهور حركات متتالية في أجزاء الجسم المختلفة ثم يتبع ذلك فترة سكون ونوم في بعض الأحيان.
وأحياناً يظهر الصرع بصورة مستمرة،في صورة هلاوس سمعية وأفكار خاطئة واضطراب سلوكي
ولكن ( رسم المخ) يبين الإضطراب بوجود موجات كهربائية غير طبيعية في بعض الأحيان.
وهو معروف بــ
باللغة اليونانية Epilepsia بالايبيليبسيا و تعني "يستولي على".
باللغة الانجليزية "سيزر" Seizure .
و باللغة العربية "الصرع".
و جميع هذه المصطلحات توحي بخضوع الجسم تحت سيطرة شئ ما , فكان المعتقد أن المصاب قد مسته روح شريرة لذلك كانت طرق العلاج آنذاك تهدف إلى اخراج تلك الأرواح.
مثل إحداث ثقب بالدماغ لكي تفر منه الأرواح الشريرة أو بالضرب أو الكي بالنار أو التقييد بالسلاسل و التغطية بالقماش الأسود أو إقامة الزار و طرق أخرى متعددة و مختلفة الأشكال بإختلاف تقاليد و ثقافة كل مجتمع.
التعريف العلمي للصرع:
الصرع هو عباره عن اضطراب او خلل يطرء على الدماغ ويكون مفاجأ وليش دائم الحدوث قد تكون اكثر من مره في اليوم الواحد او انها تأتي في فترات متفاوته ويعتبر سبب الاصابه بالصرع غير معروف
الاصابة بالصرع :
مرض الصرع من الأمراض الشائعة نسبيا
و تتراوح نسبة الانتشار في المجتمع ما بين (5-7) حالة في كل 1000فرد.
و هو قد يصيب الانسان في أي مرحلة من مراحل العمر من الولادة و حتى الشيخوخة.
كيفية تشخيص حالات الصرع :
تشخيص الصرع ليس بالأمرالهين حتى على الطبيب فهو يعتمد في الأساس على ملاحظة مايحصل لدى المريض من الناحيه الاكلينيكه وقد يحاول معرفة ماحصل مع المريض أثناء النوبة من المريض نفسه ومن المشاهدين لها
ويعتمد الطبيب المعالج في التشخيص أساسا على
1- الوصف التفصيلي للنوبات الصرعية :
من قبل الأقرباء أو الأصدقاء الذين شاهدوا حدوث النوبة الصرعية (خصوصا عند صغار السن).
المصاب البالغ نفسه إن لم تكن النوبة الصرعية قد سببت فقدان الوعي
2- إجراء تخطيط موجات المخ الكهربائية :
و الذي بذاته لا يشخص أو ينفي حالة الصرع . و لكنه ذو فائدة في تحديد نوع النوبات الصرعية و قد يساهم في تحديد نوع العلاج.
3- فحوصات مختبرية :
عادة يتم إجراء بعض الفحوصات المختبرية (دم ... بول) لتقييم الوضع الصحي للحالة قبل بدء العلاج.
4- فحص المخ بالأشعة :
كالأشعة المقطعية (C.T.Scan) أو أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) و قد يستعين بها الطبيب المعالج لتقييم حالة المريض للتأكد من عدم وجود مرض مسبب للصرع إن كان هناك شك في ذلك.
5- استخدام الأدويه:
وهو مايعرف بالتشخيص العلاجي إذ يعطي المريض علاجات مضادة للصرع فإذا استجاب فإن ذلك يعتبر دليلاً على أنه يعاني من الصرع.
الصرع والحمل
ترتبط حياة كل فتاة بحلم الزواج وإنجاب الأطفال ، ويزيد من رغبتها في تحقيق هذا الحلم العائلة والأصدقاء.
لذلك فأنه من غير الطبيعي والمخالف للغريزة الأنثوية إقناع الفتيات الصغيرات بأنهن لا يستطعن تحقيق هذا الحلم.
ومن المحزن أن هذا ما يحدث لسنوات عديدة للفتيات اللاتي يعانين من الصرع، إذ كان هناك اعتقاد خاطئ بأنهن لا يستطعن الحمل بأمان أو أن الأطفال الذين سينجبن لن يكونوا بصحة جيدة ، الأمر الذي كان يعيق تلك الفتيات عن ممارسة حياتهن بشكل طبيعي.
أن التطور في المعرفة والرعاية الطبية للأشخاص المصابين بالصرع وارتفاع مستوى الوعي لدى عامة الناس غيرت الكثير من هذه المفاهيم. نحن نعرف الآن أن أكثر من 90% من النساء المصابات بالصرع يستطعن الحمل وإنجاب أطفال أصحَّاء.
لذلك فأن الهدف من عرض هذا الموضوع هو تشجيع النساء المصابات بالصرع على العمل على تحقيق حملهن في الحصول على حياة عائلية طبيعية.
وفي هذا الموضوع سنقوم بتقديم بعض الاعتبارات والمحاذير الخاصة التي ستساعد النساء المصابات بالصرع في تجاوز فترة الحمل بأمان وعلى إنجاب أطفال أصحاء، بمشيئة الله ، وسنلقي الضوء على بعض المراحل التي تمر بها الأم والجنين كما سنستعرض بعض التساؤلات الخاصة التي قد تقلق الوالدين.
يصنف الحمل بالنسبة للمرأة التي تعاني من الصرع كحمل عالي الخطورة وهذا يعني أن العناية الطبية الخاصة والمتابعة المنتظمة مهمة لتحقيق أفضل نتيجة للأم والجنين.
التخطيط الواعي للحمل خطوة مهمة وأساسية ، حيث يجب على الفتاة المصابة بالصرع عند بدء التفكير في الزواج أن تناقش الأمر مع الطبيب المختص في أمراض المخ والأعصاب حول كل ما يقلقها من تساؤلات سواء كان حقيقية أو مخاوف داخلية كما يجب عليها أن تستشير طبيب مختص في أمراض النساء والولادة لديه الاستعداد للتعاون مع طبيب المخ والأعصاب وذلك لكي يتمكن من تقديم الرعاية الطبية الخاصة الضرورية لمثل حالتها علما بأن هذه الخطوة قد تستغرق بعض الوقت .
جدير بالذكر أن برنامج الصرع الشامل يسعى لمساعدة ومساندة وإرشاد الراغبات في الزواج.
قبل مناقشة موضوع الحمل لابد أن تأخذي بعين الاعتبار وسائل منع الحمل الآمنة والفعالة التي تتيح لك الفرصة لتحقيق أفضل مستوى من التحكم والعلاج لنوبات الصرع قبل الشروع في الحمل.
تجدر الإشارة إلى أن فعالية أقراص منع الحمل تتأثر بالأدوية التي تستخدم لعلاج نوبات الصرع ، فالأدوية المقاومة للصرع وخاصة فينوباربيتال ، ديلانتين (فينيتوين) ، تيجريتول (كاربامازيمبين) تعمل على تقليل نسبة الاستروجين في أقراص منع الحمل وذلك عن طريق زيادة تمثيله في الجسم، لذلك فأنه من الضروري تناول أقراص منع الحمل التي تحتوي على نسبة أعلى من الآستروجين، ولكن إذا كانت لا تستطيع تحمل موانع الحمل التي تؤخذ عن طريق الفم فأن هناك وسائل أخرى عديدة .
التحكم الجيد في نوبات الصرع ضروري للحصول على حمل أكثر أمانا فنحن لا نوصي بالحمل للنساء اللاتي يتعرضن لنوبات صرع متكررة أو حادّة.
أن الأدوية المقاومة للصرع لها تأثير على الجنين وقد يستغرق من أخصائي المخ والأعصاب وقتاً حتى يتمكن من تحديد علاج يتحكم في نوبات الصرع وفي الوقت نفسه لا يشكل خطراً على الجنين قدر الإمكان .
يمكن الحدّ من الآثار الجانبية للأدوية المقاومة للصرع إذا أمكن التحكم في نوبات الصرع باستخدام دواء واحد ليس مجموعة من الأدوية.
ومن هنا يتضح أن كل امرأة مسئولة عن نفسها ويجب أن تكون صريحة في المعلومات التي تعطيها للطبيب المعالج ، بعض النساء يلجأن إلى إخفاء بعض المعلومات المهمة عن الطبيب خوفا من منعها من الحمل، تذكري أن إخفاء المعلومات من شأنه أن يؤدي إلى تعريض الأم والجنين لمشاكل كثيرة .
بعض النساء يتوقفن عن تناول أدوية الصرع خوفا من التأثير الذي ممكن أن تحدثه على الجنين وهذا أيضا قرار لا يجب أن تتخذه وحدها .
يجب على المرأة أن تتناول الأدوية حسب الوصفة الطبية كما يجب أن تساعد طبيبها في السيطرة على نوبات الصرع قبل البدء بالحمل. باختصار، فمن أجل سلامة الأم والجنين لا بد من الالتزام بما يلي حسب قرار الطبيب:
1- تناول دواء واحد يتحكم في الصرع ويكون له أقل تأثير على الجنين.
2- يجب أن تتناول الدواء الموصوف لها بحرص ودقة.
3- أن تواظب على حضور مواعيدها مع طبيب المخ والأعصاب وطبيب النساء والولادة
لضمان أفضل فرصة لها للحصول على حمل أمن.
الحمل
بعدما يتم التحكم في نوبات الصرع والحصول على موافقة طبيب المخ والأعصاب وأخصائي النساء والولادة على العمل كفريق واحد فأن الحمل يصبح ممكنا بأذن الله. وعندما يحدث الحمل فإن اعتبارات أخرى يجب أن تعطى الاهتمام الكافي مثل :
فترة الحمل ، الولادة ، والعناية بالطفل كلها عوامل ممكن أن تؤثر على نوبات الصرع.
زيادة نوبات الصرع
يتعرض حوالي 25 إلى 30% من النساء المصابات بالصرع لزيادة في نوبات الصرع أثناء فترة الحمل وإلى الآن لا توجد طريقة لمعرفة من هي المرأة الأكثر عرضة لحدوث هذه الزيادة.
بعض الدراسات تبين أن النساء اللاتي يكون التحكم في نوبات لصرع لديهن ضعيف قبل الحمل هم الأكثر قابلية لهذه الزيادة . دراسات أخرى تشير إلى أن النساء اللواتي يعانين من (صرع جزئي مركب) ممكن أن يكن في وضع أخطر من اللاتي يعانين من( صرع عام أولي) كما لاحظت الأبحاث أن هناك زيادة في نوبات الصرع في فترات الحمل الأولى والثانية وأخر الثالثة. لذلك فأن على المرأة الحامل أن تتابع مع طبيب المخ والأعصاب شهريا أثناء فترة الحمل وأن تبلغه في الحال عن أي زيادة في نوبات الصرع.
الصرع أثناء الحمل
لا يستطيع أحد أن يتنبأ من هي المرأة التي سيحدث لديها زيادة في نوبات الصرع أثناء فترة الحمل ولكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى هذه النتيجة وهي:
1- الحمل عادة حدث سعيد ولكنه في بعض الأحيان يكون حدوثه مرحلة مرهقة جسدياً وعاطفياً
2- تتغير مستوى الهرمونات ويكون هناك زيادة في اختزان السوائل والأملاح.
3- تتكرر حالة الغثيان وتؤثر على التغذية وبالتالي على التوازن الكيميائي في الجسم.
4- يزداد القلق والهواجس ويؤثّر ذلك على النوم.
5- تنخفض نسبة الدواء في الدم مع تطور الحمل بسبب التغير في التمثيل .
كل هذه العوامل قد تضع المرأة في ظروف تكون فيها أكثر عرضة لنوبات صرع
إن الطريقة الوحيدة التي تستطيع فيها الحامل حماية نفسها وجنينها من نوبات الصرع هو الاستمرار في اخذ أدوية الصرع بانتظام كما وصفت لها.
قد تسمع الكثير من الأقوال من الأصدقاء الأقارب وأحيانا الأطباء عن أن تناول أدوية الصرع سيؤدي حتما إلى إنجاب طفل مشوه أو متخلف عقليا ولكن الحقيقة تثبت أن نسبة كبيرة من الأمهات اللاتي تناولن أدوية الصرع أثناء فترة الحمل أنجبن أطفال طبيعيين.
أن خطورة الضرر الذي ممكن أن يحدث نتيجة نوبات صرع متكررة أو حادة يفوق كثيرا الخطورة المتوقعة من تناول الأدوية.
نحن ننصح المرأة أن تعتني بنفسها جيدا قبل الحمل وأثناء فترة الحمل وذلك بأتباع الآتي:
- من المهم أن تأخذ وقت كافي للراحة وأن تتناول غذاء متوازن ، فقلة النوم يجعلها في
وضع أكثر خطورة للتعرض لنوبة صرع
- المحافظة على جدول منتظم لممارسة التمرينات الرياضية سيساعدها في الحصول على نوم عميق ومريح ولكنه يجب الانتباه إلى أن أي نشاط رياضي جديد يجب أن يستشار فيه الطبيب أولا، الأنشطة الرياضية الخفيفة مثل المشي مفيدة جدا للام والجنين وإذا أمكن فأن عليها أن ترتاح في فترة بعد الظهر.
- لا ينصح بتناول أدوية منومة سواء باستشارة طبية أو بدون
- إذا كانت حالة الغثيان شديدة فيجب استشارة طبيب النساء والولادة، لأنه من المهم تناول غذاء متوازن مع أدوية الصرع
- الفيتامينات التي توصف قبل الولادة بما فيها الحديد تساعد على التوازن الكيميائي لجسم وتمنع حدوث فقر دم، فمثلاً حمض الفوليك على الرغم من أن هناك جدل حول أهميته فأن الطبيب المعالج يمكن أن يصفه للمرأة الحامل.
- يجب إتباع الإرشادات الصحية العامة التي تطبق على كل الحوامل وهي:
1- التدخين مضر في أي وقت ويجب الامتناع عنه.
2- تعاطي الكحول أو المخدرات مضر بالأم والجنين وهذه الأدوية يمكن أن تؤثر على التغذية وتسبب تشوهات خلقية للجنين وتقلّل من مقاومة التشنجات.
يعتبر التشنج التوتري والحركي العام أو الصرع الكبير من أخطر أنواع الصرع الذي يحدث أثناء فترة الحمل ويضع الجنين في حالة حرجة.
سقوط الأم أثناء فترة الحمل يمكن أن يسبب نزيف وإجهاض للجنين كما أنه قد يؤثر على التنفس، وإذا كانت الأم والجنين يعانين من نقص في الأكسجين فأن ذلك قد يؤثر على نمو الجنين وخصوصا نمو منطقة المخ.
مستويات الأدوية المقاومة للصرع
مع تطور الحمل يقل مستوى الأدوية المقاومة للصرع في الدم حتى وأن تناولت الأم الأدوية بالضبط كما وصفت لها ، لذلك فإنه من المهم إجراء تحاليل للدم بشكل متكرر للتأكد من أن نسبة كافية من الدواء موجودة في الدم
نسبة الدواء يجب مراقبتها شهريا حتى الشهر الأخير من الحمل ومن ثم يجب مراقبتها أسبوعيا، الجرعات الدوائية يمكن أن تزاد عند نهاية الحمل.
هذا القرار بالطبع هو قرار طبيب المخ والأعصاب ، بعد الولادة يعود الجسم لوضعه الطبيعي لذلك فلا بد من تحليل نسبة الدواء في الدم وتقليل الجرعات إذا لزم الأمر.
التشوّهات الخلقيـة
التشوه الخلقي ممكن أن يحدث لأي طفل ويحدث بنسبة 2 إلى 3% في الحمل الطبيعي ، إذا تعرض الجنين للأدوية المقاومة للصرع في الرحم فإن هذه النسبة تزيد إلى 4 -6%.على الرغم من أن هذه النسبة تعتبر ضعف النسبة الطبيعية فلا يجب اعتبار هذا سبب لتجنب الحمل . كل هذه التأثيرات تحدث في الشهور الثلاثة الأولى من.الحمل.
العناية الجيدة بالأم ومراقبة مستوى الأدوية خلال فترة الحمل تساعد على تقليل تلك الخطورة. الأشياء غير الطبيعية التي تحدث للجنين الذي تعاني أمه من الصرع هي نفسها التي تحدث للأطفال الآخرين.
الأطفال الذين يولدون لأمهات لا يحصلن على العناية الطبية قبل الولادة أو أمهات يتعاطين المخدرات والكحول هم أكثر عرضة لحدوث تشوهات وتخلف عقلي بصرف النظر عما إذا كانت الأم تتناول أدوية مقاومة للصرع أم لا .
كل الأدوية المقاومة للصرع لها تأثير على الشخص الذي يتناولها ، التأثير الإيجابي هو التحكم في نوبات الصرع أما التأثيرات الجانبية فهي التأثيرات غير المرغوب فيها مثل الدوار والزغللة ، كما أن هذه الأدوية لها تأثيرات سلبية أخرى قد تصل إلى أحداث تشوهات خلقية في الجنين.
كل أدوية الصرع لها علاقة بزيادة خطورة حدوث تشوهات خلقية بسيطة أو خطيرة ، هذه الخطورة تزداد إذا كانت المرأة تتناول أكثر من نوع واحد من الدواء فمعظم الدراسات عن التشوهات الخلقية التي تسببها الأدوية بنيت على أساس أبحاث أجريت على نساء يتناولن أكثر من دواء واحد .
العلاج الحالي للصرع يركز على استخدام دواء واحد للتحكم في الصرع. فالدواء الواحد الذي يتحكم في الصرع والذي له أقل تأثير على الجنين يجب أن يوصف للمرأة قبل الحمل لان فترة الحمل ليست التوقيت المناسب لتغيير الدواء لان التغيير في الدواء قد ينتج عنه زيادة فجائية في نوبات الصرع .
تقرر بعض النساء بعد أن يكتشفن أنهن حوامل ويسمعن بعض القصص عن التشوهات الخلقية والتخلف العقلي الامتناع عن تناول الدواء أو تقليل الجرعات بدون استشارة الطبيب ، هذا تصرف خطير جدا ويجب أن لا يحدث حيث يجب على المرأة أن تستشير طبيبها قبل تغيير أي دواء وتلتزم بتوصياته.
تزيد الأدوية المقاومة للصرع من خطورة التعرض للتشوهات الخلقية الثانوية والأولية. التشوهات الثانوية قد تكون في شكل الطفل مثل الفم الواسع والشفاه البارزة ، الأنف المنفرش، الإبهام الذي يشبه الإصبع، أظافر يدين وقدمين صغيرة وأنف قصير . هذه التشوهات الخلقية لا تتطلب عناية طبية خاصة أو تدخل جراحي ولا تؤثر على قدرات الطفل العقلية والوظيفية.
التشوهات الخلقية الأولية أكثر خطورة وتتطلب عناية خاصة ويدخل ضمنها الشفاه المنقسمة وتشوه القلب . هذه التشوهات تتطلب عادة تدخل جراحي كلما نمى الطفل.
بعض التشوهات تحدث في الهيكل العظمي ، الجهاز التناسلي، الجهاز الهضمي ، الجهاز العصبي وكل الأدوية المقاومة للصرع لها علاقة بزيادة نسبة خطورة حدوث هذه التشوهات.
انقسام العمود الفقري هو أحد التشوهات الخلقية وهو تشوه يحدث في الجزء السفلي من الحبل الشوكي وممكن أن ينتج عنه شلل للأرجل ،تشوه في العمود الفقري ، تضخم في الجمجمة وأحيانا تخلف عقلي ، ويرتبط حدوث هذا النوع من التشوه بتعرض الجنين لـ (ديباكين)أثناء الشهور الأولى من الحمل.
نسبة خطورة تعرض الجنين لهذا التشوه بين النساء اللاتي يتعاطين هذا الدواء هو من 1 -2%.
الدراسات الحديثة تشير أيضا إلى احتمال وجود علاقة بين هذا النوع من التشوه واستخدام (تيجرتول) ، حيث وُجِد أن 5,% من الأطفال الذي يولدون لأمهات يتعاطين هذا الدواء مع أدوية أخرى يحدث لهم هذا النوع من التشوه.
هذا التشوه ممكن تشخيصه باستخدام الأشعة الصوتية أو سحب عينة من السائل الرحمي في الفترة من الأسبوع 16 إلى الأسبوع 18 من الحمل .
وهنا لابد من التنبيه إلى أن 99% من الأجِنَّة الذين يتعرضون ل (ديباكين) و 99,5% من الأجِنَّة الذين يتعرضون ل (تيجرتول) لا يحدث لهم هذا النوع من التشوه.
الولادة المبكرة ، انخفاض وزن الجنين ، صغر حجم الرأس هي من الأعراض التي تحدث للأطفال الذين تعاني أمهاتهم من الصرع . لذلك فيجب متابعتها بعناية من قبل طبيب النساء والولادة.