قيادة السعودية لا تزال تعكس صورة الاستقرار
تواجه الحكومة السعودية تحديات غير مسبوقة في الوقت الذي تحتفل فيه بذكرى مرور عشرين عام على تولي العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز عرش المملكة.
فالفقر والتشدد الإسلامي في تزايد مستمر لدرجة قد يصبح من الصعب على الحكومة السيطرة عليهما، لكن أسرة آل سعود الحاكمة تشير إلى ما فعلته من إنجازات واستقرار ساهم في بقائها في السلطة.
وقد كان أحد أفراد هذه الأسرة وهو الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض سعيدا للغاية لمجرد الحديث عن النجاح الذي تحققه حكومته.
ويقول الأمير سلمان إن لا أحد بوسعه القول إن إنجازاتنا كانت قاصرة على جانب واحد، لقد كانت عملية مكتملة على مدى العشرين عاما الماضية.
ويمضي الأمير سلمان قائلا " لقد حققنا الاستقرار وأنجزنا المشروعات الكبرى ولدينا علاقات جيدة مع معظم الدول،إنني أثق بالله وكل شيء حولي يجعلني متفائلا".
لكن آخرين لا يشاطرون الأمير سلمان هذا الشعور بالتفاؤل، فالثروة النفطية الهائلة التي عززت حكم آل سعود في تراجع الآن ويتعين توزيع عائدها على عدد متزايد من السكان.
والملاحظ أن الفقر قد بدأ يزحف على أجزاء من المملكة العربية السعودية. وفي الوقت الحاضر بدأ يتعين على الحكومة أن تتعامل مع النمو الملحوظ لتيار التشدد الإسلامي.
عندما ركبت سيارة إسلامي سعودي يحتل مركزا مرموقا في الحكومة، بدأ يحدثني لكنه طالب بأن لا يذكر اسمه وقال" إن الناس هنا جائعون، يعملون ليلا ونهارا لسد الرمق، لهذا نحن نتوقع أن يحدث المزيد من الإرهاب هنا".
وأخبرني كذلك أن الذين يعارضون الحكومة بوسعهم الحصول على الأسلحة النارية، فسألته عما إذا كان بوسعهم استخدامها فقال " بالتأكيد هم مستعدون، فقط يريدون زعيما".
عندها سألت محدثي عما إذا كان بوسع العائلة المالكة أن تعتمد على القوات المسلحة في هذه الحالة فقال" غير صحيح بالمرة لا يستطيعون ذلك".
جماعات متشددة :
وقد سألت الصحفي البارز جمال خاشقجي الذي يعمل في صحف تخضع لسيطرة الدولة عن رأيه في تلك المزاعم، فقال إن الذين يريدون إحداث تغيير عن طريق العنف هم أقلية.
وأضاف خاشقجي" إننا نتحدث لسوء الحظ عن مجموعات متشددة قد تكون صغيرة عددا لكن بوسعها أن تحدث ضجيجا عاليا. فربما يكون هناك عشرة سعوديين يتآمرون لتنفيذ عملية ما لكن ذلك يسفر عن ضجة إعلامية، إنهم لا يمثلون المجتمع الذي نتحدث عنه إنهم شريحة ضئيلة".
لكن بوسع الشخص الذي يزور الرياض بصفة متقطعة أن يلحظ علامات قليلة على وجود متاعب، فلا توجد مظاهرات هناك ومعظم السعوديين يحترمون القانون، كما توجد طبقة وسطى متعلمة وناجحة ستخسر كثيرا لو إذا أطيح بحكم آل سعود.
لكن في السعودية بصفة عامة هناك بطالة متزايدة تتزامن مع زيادة هائلة في تعداد السكان.
وقد توجهت لمقابلة المستشار المالي المعروف بشر بركات الذي أخبرني أن العائدات لم تعد تتماشى مع الزيادة السكانية المستمرة. متاعب اقتصادية
ويمضي بخيت قائلا إنه نتيجة اعتماد الاقتصاد السعودي على النفط فقط وعدم النجاح في تنويع مصادر الدخل القومي، وبالنظر إلى عدم حدوث أي ارتفاع في أسعار البترول على مدى الثلاثين عاما الماضية، فمن الطبيعي أن تجد المجتمع أكثر فقرا عاما بعد عام.
وقد أدى ارتفاع معدل البطالة إلى ارتفاع معد الجريمة في جميعا أنحاء البلاد. وبالرغم من أن المواطنين لهم الحق في رفع مظالمهم مباشرة إلى الأمراء فإن نطاق الفقر اتسع بشكل جعل من هذا التقليد أمرا غير عملي.
وهناك قاعدة ضمنية متفق عليها بين الأمراء والمحكومين في السعودية، إذ يتعين أن يوفر الأمراء لرعيتهم ما يريدون من مصادر الرزق مقابل أن تكف الرعية المخلصة عن المطالبة بالديمقراطية.
وقد كانت هذه القاعدة فاعلة طالما أن الأموال موجودة لكن المال لم يعد يكفي في الوقت الحاضر كما كان في الماضي.
ولهذه الأسباب يطالب السعوديون العاديون لتوزيع أكثر عدلا للثروة وكلمة أكثر نفوذا في الحكم. وإذا لم يحصلوا
على أي من المطلبين فإن فرصة التغيير السلمي قد تضيع
نقلاً عن:
http://news.bbc.co.uk//hi/arabic/new...00/1674363.stm