بِسْمِ الله الرّحْمَنِ الرّحِيم
مُؤَسسّةٌ البَيَان الإعلاَمِيّة
الطّلِيعَـةُ السّلفيّةُ المُجَاهِــدَة
أَنْصَــارُ الشّرِيعَــة
تقدم
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى العلمانيين الأشرار , وتابعيهم من المسلمين الأغرار
للشيخ : أحمد عشوش
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد ,
يتقاتل العلمانيون مع المسلمين الأغرار حول وثيقة الدستور العلمانية التي لا يمكن أن تنسب إلى الإسلام حتى يلج الجمل في سمّ الخياط , ويرجع ذلك إلى جهل العلمانيين بحقائق دين الإسلام الذي لم يدرسوه ولم يعيروه إهتماما , حيث أن الكثير منهم مرد على النفاق أو الإلحاد تبعا لشياطين الغرب في أوروبا ممن يسمون بفلاسفة السياسة , وبالحقيقة هم فلاسفة إلحاد وإباحية , ولا لوم على علماني اتخذ من الوثنية الجاهلية في أوروبا مثالا وقدوة , فقد اختار هؤلاء الشرك عن انتكاسة في الفطرة وشهوة غالبة وانحراف في الفكر أدّى بهم إلى ماهم فيه من عداء للإسلام وكراهية للشريعة التي لم يعرفوها ولم يدرسوها ولم يعيروها اهتماما , فقد أعرضوا عنها بالكلية فلم يتعلموها ولم يعملوا بها , وهؤلاء الموقف منهم واضح , فهم أعداء الإسلام وخصماؤه , وطليعة للإستعمار الغربي في بلادنا ,
ولكن اللوم كل اللوم على أولئك الذين شاركوا في اللجنة التأسيسية ممن يسمون أنفسهم علماء ودعاة ويمارسون الدجل السياسي ويستحلون خداع الجماهير المسلمة , فيمررون عليهم الشرك باسم الإسلام , ويلبسون الحق بالباطل , ويحجبون حقائق الإسلام عن أتباعهم ,سواءا على المستوى التعليمي والدراسي , أو على المستوى السلوكي , وعلى مستوى الممارسة السياسية , ومن أراد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئا ,
ونقول للعلمانيين وللأتباع الأغرار الذين يتابعون أولئك الدعاة على عماية , عليكم أن تدرسوا الإسلام وأن تعرفوا حقائقه , لا يفتننكم الشيطان بمعسول الكلام وساقط الحجج على ألسنة هؤلاء ,
ونقول للعلمانيين : أبشروا بالخزي في الدنيا , وبالعذاب الأليم في الآخرة ,
وإلى الجميع المراجع والمؤلفات التي تتضمن نظام الحكم في الإسلام , وما يتعلق بالخلافة ,وشروط الخليفة , وواجباته , وواجبات أهل الحل والعقد , وواجبات الأمة ودورها في السلطة , سواءا كان على مستوى مؤلفات السلف أو المؤلفات الحديثة , وكذا المؤلفات التي تتضمن أحكام من خرج على الشريعة الإسلامية أو سوّغ غيرها كالقوانين الوضعية عليها , وذلك إعلاما للجاهل , وتنبيها للغافل , وإقامة للحجة على المعاند , وكشفا لزيف المزيفين وتضليل المضلين , وعلى كل مسلم أن يرجع إلى هذه المؤلفات ويقرأ ما فيها , ويقف عند حدود أحكام الشريعة الإسلامية .
المراجع التي تتضمن حكم من خرج على الشريعة أو ردّها :
1. رسالة تحكيم القوانين . للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله مفتي السعودية سابقا .
2. حكم الجاهلية . للعلامة أحمد شاكر رحمه الله .
3. كلمة حق . للعلامة أحمد شاكر رحمه الله .
4. الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية . للشيخ عمر سليمان الأشقر رحمه الله .
5. نحو دستور إسلامي . شرح الدستور الذي وضعه الأزهر بشرح الدكتور محمد سيد أحمد المسير .
هذا فيما يتعلق بالأحكام , وهذه المراجع على سبيل المثال لا الحصر , أما ما يتعلق بنظام الحكم , وكيفية بناء السلطة , فإليكم المراجع الأصيلة في ذلك :
المراجع التي تتعلق بنظام الحكم في الإسلام=الدراسات الدستورية الحديثة
1. غياث الأمم في التياث الظلم . الإمام الجويني .
2. الأحكام السلطانية . الإمام الماوردي.
3. الأحكام السلطانية . القاضي أبو يعلى الفراء .
4. سراج الملوك . أبو بكر الطرطوشي .
5. التبر المسبوك في نصيحة الملوك . أبو حامد الغزالي .
6. مآثر الأناقة في معالم الخلافة . القلقشندي .
7. المقدمة . إبن خلدون .
وقد دفع الإستعمار بنفر من أعوانه ممن يتسمون بأسماء المسلمين ليطعنوا في الخلافة ونظام الحكم في الإسلام , ويردوا الشريعة ويرفضوا حاكميتها , وقد اختارهم الإستعمار على عينه ,
ومن المضحكات المبكيات أن الإستعمار اختار لذلك واحدا من خريجي الأزهر , وهو علي عبد الرازق, فطعن في الخلافة وزعم أن الإسلام دين لا دولة , وتزامن ذلك مع سقوط الخلافة في تركيا وقيام الماسون الأتراك بتأليف كتاب لذات الغرض.
المراجع الطاعنة في الخلافة ونظام الحكم في الإسلام
1. الإسلام وأصول الحكم . علي عبد الرازق .
2. الخلافة وسلطة الأمة . جماعة من الماسون الأتراك .
هذه نماذج فقط , وإلا فهناك الكثير من المنحرفين عن الجادّة , ولكنني أقدم هذه النماذج وأرجو من القارئ أن يطلع عليها ليعلم أن جميع الشُّبه التي يرددها العلمانيون وتابعيهم من أغرار المسلمين على الفضائيات وفي المجتمعات السياسية إنما هي ذات الشبه بنصها وبذات حروفها ومعانيها , فالعلمانيون يجترون كفريات السابقين عليهم , ويرددونها كالببغاوات لا يعقلون ما يهذون به .
ولقد ردّ علماء المسلمين هذا الباطل وبيّنوا كفره وضلاله , من ذلك على سبيل المثال :
1. كتاب هيئة كبار العلماء في الرد على علي عبد الرازق في كتابه الإسلام وأصول الحكم .
2. الإسلام والخلافة في العصر الحديث – نقد كتاب الإسلام وأصول الحكم . دكتور ضياء الدين الريّس – منشورات دار العصر الحديث – بيروت – لبنان.
ولقد تناولت كثير من الدراسات نظام الحكم في الإسلام سواءا كتبها شيوخ ودعاة أو أساتذة في الجامعة , وسنورد بعض الأسماء ليعلم شباب المسلمين أن هذه المسألة أشبعت بحثا قديما وحديثا , ولكن حال دون معرفتها والإطلاع عليها ما ضربه الدعاة المغرضين من سياج جهل عميق على عقول شبابهم حتى لا يطّلعوا على هذا الإرث.
وهذه الدراسات منها الجيد المقبول ومنها المتوسط ومنها ما يخلط الحق بالباطل والخطأ بالصواب , ولكن مع دراسة المراجع السلفية التي قدمناها يستطيع الباحث والقارئ أن يقف على الصواب والخطأ فيها , فمن ذلك :
1. الخلافة أو الإمامة العظمى . محمد رشيد رضا .
وهذا الكتاب فيه خلط وتخليط ينبغي التنبه له .
2. الخلافة والملك . أبو الأعلى المودودي.
يحتوي على بعض الأخطاء , لاسيما فيما نشب بين الصحابة من خلاف , فينبغي التنبه له .
3. نظرية الإسلام وهديه في السياسة والقانون والدستور . أبو الأعلى المودودي.
4. نظام الخلافة في الفكر الإسلامي . د.مصطفى حلمي-دار الأنصار – القاهرة.
5. النظريات السياسية الإسلامية . د.ضياء الدين الريس-دار التراث – القاهرة.
وهناك دراسات لنيل درجة الدكتوراة في كليات الحقوق وكلية الشريعة منها :
1. رئاسة الدولة في الفقه الإسلامي , د.محمد رأفت عثمان-كلية الشريعة- مطبعة السعادة مصر – دار الكتاب العربي.
وهو من الإخوان المسلمين, ونرجو من شباب الإخوان أن يرجع ليقرأ الكتاب وينظر ماذا يصنع قادته اليوم.
2. الخليفة , توليته وعزله . د.صلاح الدين دبوس – رسالة دكتوراة – جامعة الأسكندرية.
3. مبادئ نظام الحكم في الإسلام . د.عبد الحميد متولي- منشأة المعارف.
وهو أبرز علماء القانون الدستوري في مصر وأحد رؤساء لجنة وضع دستور 1971, ولديه تخليط كبير في فهم الإسلام رغم كثرة كتابته عن نظام الحكم في الإسلام, وهو لا يُعدّ مرجعا إسلاميا , بل هو نموذج لرجل القانون الدستوري الذي يفهم الإسلام بعين علماني .
4. نظام الحكم في الإسلام. د.محمد يوسف موسى .
وهو من أفضل رجال القانون في الكتابة عن نظام الحكم في الإسلام , وقد كانت له قصة مع أستاذه في فرنسا أيقن من خلالها عداء الغرب للإسلام , مما دفعه لدراسة الإسلام والدفاع عنه في مواجهة أعدائه من الغربيين والعلمانيين.
5. نظام الحكم في الشريعة والتاريخ الإسلامي . د.ظافر القاسمي – دار النفائس – بيروت .
6. قواعد نظام الحكم في الإسلام . د. محمود عبد المجيد الخالدي- دار البحوث العلمية .
وهناك دراسة قدمها رجل أصول الفقه الشهير عبد الوهاب خلاف , وهي بعنوان : ( السياسة الشرعية أو نظام الدولة الإسلامية في الشئون الدستورية والخارجية والمالية), ويُنبّه على أن عبد الوهاب خلاف من خريجي مدرسة القضاء الشرعي التي أنشأها اللورد كرومر بمعونة ومشاورة محمد عبده الصائل على الإسلام , وقد عمل عبد الوهاب خلاف في كليات الحقوق دون أن ينكر على القوانين الوضعية وحاكميتها , رغم علمه التفصيلي بالشريعة وعلمه التفصيلي بكفريات القانون ,
ونقدمه كنموذج لرجل علم وشريعة لم يحفل بالدفاع عن دينه وعقيدته , بل كان معينا على دراسة القوانين الوضعية , فما فائدة علمه مالم ينكر على الكفر والضلال ؟ , ومع ذلك كتب في نظام الحكم في الإسلام متماهيا مع النظم الغربية ,
ومن أسف أن من الغربيين من أسلم ودخل الإسلام وحسن إسلامه ورأى حاكمية الشريعة وأبان عن نظام الحكم في الإسلام بأحسن وأفضل مما كتبه عبد الوهاب خلاف , رجل أصول الفقه الإسلامي , ذلكم هو الأستاذ : (محمد أسد ) .
غربي يسلم ويكتب عن نظام الحكم في الإسلام !
- منهج الإسلام في الحكم . محمد أسد – دار العلم للملايين.
أردت فقط أن أبين للعلمانيين أن نظام الحكم في الإسلام أمر قائم وموجود , وفيه كثير من الدراسات السلفية والحديثة , وهو نظام كامل لا يحتاج إلى النظريات الغربية الشركية , ولا إلى الغايات الإباحية التي تتغياها الدساتير والقوانين في أوروبا ,
ولألفت انتباه الشباب المسلم إلى أن يعود إلى الإسلام عقيدة وشريعة , وأن يدرس مؤلفات المسلمين , وأن يردد على أسماع الجماهير أسماء علماء المسلمين , بدلا من أن يلهج بذكر أسماء شياطين الغرب من فلاسفة الإباحية , فلقد أغنانا الله عزّ وجل عن بودان , هوبز , لوك , جان جاك روسو , مونتسكيو , بانتام , اسبينوزا .. إلى آخره بأعلام هدى ومصابيح هداية مثل : الجويني , الماواردي , أبو يعلى , الغزالي , ابن قدامة , الطرطوشي...إلى آخره .
وبدلا من أن نذكر نظرية السيادة لبودان , ونظرية العقد الإجتماعي لهوبز أو لوك أو جان جاك روسو , نذكر غياث الأمم , والأحكام السلطانية , والسياسة الشرعية.
فنحن أمة ذات تاريخ ومجد وكرامة وشرف وحضارة , نحن أمة القرآن , وسنة المختار , أعظم منهج عرفه الوجود , فكيف لنا أن نتلمس الهدى من مزابل أوروبا لنجمع نفايات الأفكار وزبالات الأذهان المريضة .
أما آن لكم أن تستقيموا على الهدى ؟ أما آن لكم أن تستبصروا بالكتاب والسنة ؟
أما آن لكم أن ترفعوا رأسا بالنور الذي أضاء الدنيا من جنباتها ؟ أف لكم ولما تدعوننا إليه , وتبا لكم ولكل حائد عن الصراط .
أما آن لكم أن تستفيقوا من غواية العلمانية ؟ أما مللتم دور الخدم للإستعمار ؟
أما آن لكم أن تتذوقوا معاني العزة والشرف والكرامة ؟ أما آن لكم أن تعتزّوا بدينكم الذي هو الحق المطلق في هذه الدنيا ؟
فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد .
كتبه ,,
أحمد عشوش