بسم الله الرحمن الرحيم
كيف حال الجميع ؟!
حسنا ..
هذا الموضوع أعتبره شخصيا أحد أهم أركان كتابة الرواية الفانتازية , كذلك روايات الخيال العلمي , فكليهما يشتركان في هذا الأمر .. وجود عوالم خيالية ..
يجب أن نعترف أنه لا توجد طريقة لتعليم الكتابة , لكن هناك طرق كثيرة لتعليم كيفية تطوير الكتابة , و هذا هو ما سوف نفعله , و هو ما يفعلونه بالغرب , و لكن نحن في سبات .. كعادتنا ..
العوالم الخيالية , كلمة غريبة , ربما نكون قد سمعناها كثيرا , لكن لا تتخيلون أنها بمثل هذه السهولة , إنه موضوع ضخم , ضخم للغاية .
ما سأقوله هنا هو من عندي , من خبرتي التي اكتسبتها في هذا المجال , و هي خبرة متواضعة , ثم في مواضيع تالية سأتجه لترجمة أمور مفيدة و مواضيع مهمة تختص بهذا الأمر , و أتمنى أن أوفق في مسعاي هذا حقا ..
أولا وقبل أي شيء , ماذا نعني بكلمة العوالم الخيالية ؟!
هي تحمل أسماء اخرى ..
العوالم التولكينية ..
عوالم الهروب ..
العوالم الفانتازية ..
كل هذه الأسماء و غيرها تشير إلى كيان واحد , لكن قبل الخوض فيها دعونا نمر على معاني كل اسم على حدة حتى نفهم بصورة أكبر كيف يسير العالم :
-العوالم التولكينية :
الاسم معروف لمن سمع عنه , إنه العظيم j.r.r. tolkien , الأب الروحي للأدب الخيالي في العصر الحديث ,لمن لا يعرفه فهو صاحب الثلاثية أمير الخواتم : lord of the rings , the triology ,
أستاذي العظيم تولكين , الحديث يطول عنه حقا , لكن ما قام به منذ ما يقرب من نصف قرن مضت , ظل سائرا في الأدب المعاصر حتى يومنا هذا , بل صار حلم أي أديب أن يجتاز مكانة تولكين العالية , تلك السامية التي لم يستطع أحد حتى الآن الوصول إليها بعد مرور كل هذا العمر ..
تولكين اخترع طريقة جديدة في كتابة الروايات , حيث قام بخلق عالم جديد تماما , عالم خيالي فانتازي , كان أول من أدخل هذا المصطلح إلى العالم الادبي الفانتازي , و طبقه و بقوة في كل ما كتبه , حيث دارت جميع قصصه و رواياته و أشعاره و مقالاته التي كتبها خلال حياته الأدبية العامرة و الطويلة في إطار هذا العالم الخيالي , و كتكريم لهذا العظيم تقرر اطلاق لقبه على هذه العوالم ,لتحمل بصمة تمتد أدهرا و أدهرا , و لنعرفها بالعوالم التولكينية ..
-عوالم الهروب :
لفظ عرفته في الأيام القليلة الماضية , عوالم الهروب , لماذا حملت تلك العوالم هذا الاسم ؟!
أراهن بأن من أطلق هذا اللقب هم كتاب الواقعية , أولئك الذين ينغمسون في الحياة الواقعية حتى أخمص قدميهم , فهم ينظرون لكتاب الفانتازيا على أنهم كتاب أطفال , و أن الأدب الكبير و الهام هذا ما هو إلا لعب أطفال , استخفافا به ..
و قد تلمست هذا و كثير من زملائي تلمسوه في الواقع , فلا حاجة لي للاستدراك في هذه النقطة , فقط سأوضح وجهة نظرهم العقيمة , هم يرون أن خلق الكاتب لعوالم خيالية ما هو إلا محاولة منه للهروب من أرضية الواقع المريرة , للعيش في جو من السلام و السعادة , لكن أنا اختلف معهم و بقوة في هذه النقطة , العوالم الخيالية لها دور هام سأبرزه فيما بعد في نقاط تالية , لكنها لا تعد هروبا بأي وجه من الأوجه , كذلك نحن نبني - أدباء الفانتازيا - عوالمنا الخيالية بصورة قاتمة , مليئة بالشرور و سيطرة قوى الأسود على الشواطئ البيضاء , و هذا كله لا يعتبر هروبا ,فنحن لا نبني مدينة أفلاطون الفاضلة يوتوبيا ها هنا ..
-العوالم الفانتازية :
الاسم واضح و بسيط , فهو مأخوذ من لقب الفانتازيا , و هو اسم الأدب الخيالي بالإنجليزية , و لهذا فإن العوالم الخيالية تلك تحمل اسما اجنبيا و هو العوالم الفانتازية ..
حسنا , بعد ان انتهينا من توضيح بعد المسميات , أحب الآن أن أُعرف هذا العالم , ماذا يعني العالم التولكيني ؟!
العالم هو المنطقة التي يعيش فيها البشر , بما فيها من مظاهر طبيعية , من ظروف مناخية , من تضاريس أرضية , من كوارث , من كائنات طبيعية تعيش مع البشر , سواء تساعدهم أو تضرهم أو على الحياد , ثم البشر , و ما في هذه الفئة من تفرعات من أماكن للإقامة , قوانين للمجتمعات , تاريخ للبشر , أنواع البشر , ثقافتهم , قوتهم , مميزاتهم , علاقاتهم مع غيرهم , علومهم و معرفتهم , طريقة تفكيرهم , عائلاتهم , .. إلخ ..
كل ما قلته يمكنك عزيزي القارئ أن تستنتجه بالخروج من شرفة منزلك , و التحديق فيما حولك من بيئة و مجتمع , هذا هو عالمنا الواقعي الذي نعرفه و اعتدنا عليه ..
لكن هذا ليس بمسرحنا , نحن أدباء الفانتازيا , لا نستخدم هذا الأمر , لابد من صنع عالم جديد تماما , عالم غير العالم الذي نعيشه , لكن يسير وفق القوانين التي يسير عليها عالمنا , و هو ما أعنيه بوجود كل النقاط السابقة و أكثر في هذا العالم , باختصار هو عالم في خيال الأديب , يعيشه الأديب منفصلا تماما عن عالمه الواقعي , و فيه تدور أحداث روايته , و لا علاقة لها بعالمه الواقعي ..
هذا هو أفضل تعريف أجده في عقلي الآن لهذا العالم ..
نأتي الآن للنقطة الأهم , فائدته , نعم هي الأهم , فما فائدة التعب الذي ستعرفونه بعد قليل و المجهود في سبيل صنع هذا العالم ؟!
حسنا , هذه النقطة هي الحد الفاصل بيننا و بين كتاب الواقعية , هي النقطة التي لا يستطيع فهمها كتاب الواقعية , ولن يستطيع فهمها أي شخص إلا كتاب الفانتازيا فقط , فهي نقطة تعتمد على طبيعتنا الخيالية ..
من يكتب الخيال يعرف ان خياله لا قيود عليه , يحب أن يمرح و يفرح و يلعب و يتحرك بلا أي قيود تقيده ..
وهنا يأتي السؤال , أهناك قيود بالعالم الواقعي ؟!
نعم و الف نعم , الإجابة هي نعم , هناك قيود ,قيود قوية فعلا , قيود التفكير العقلاني و الواقعي الذي يسطير علينا ..
دعونا نتفق على شيء ,نحن بشر , نفكر بطريقة تفكير البقية بصورة كبيرة , نحن نعيش في الحياة الواقعية , حينما نفكر بالخيال , نجد أن الصورة التي اعتدنا رؤيتها تطغى على عقولنا ,لتقول :
-كلا , لا يمكن , سيقول الناس هذا غير ممكن..
-لا , لا تهطل الأمطار سوداء في العالم مهما حدث ؟!
-كلا , قارة أمريكا ليس بها بركان يخرج ثلج من باطنه , بل لا يوجد شيء كهذا في عالمنا ..
هل لاحظتم شيئا ؟! كل هذه الأشياء مجرد نقطة من بحر ما نفكر به نحن الفانتازيون , لكنها أمور مستحيلة الحدوث في العالم الواقعي , و لو كتبناها سيظهر معارضات عديدة عن عدم تناسق هذا مع ما يحدث في الواقع , فنحن في النهاية نُخضع التفكير حتى لو كان فانتازي للعقل و للواقعية ..
ومن هنا برزت أهمية العوالم الفانتازية ..
العوالم التولكينية تمنح الكاتب حرية حركة و مساحة للإبداع غير محدودة , فكل شيء تحت تصرفه , فنحن نضغط شيفت ديليت للعالم الواقعي تماما , و نأتي بورقة بيضاء تماما , هذا هو العالم الفانتازي , صفحة جديدة في عقولنا مخصصة لهذا العالم , نتحرك داخلها بحريتنا , نخطط ما نشاء , هنا منطقة جبال تكسوها حمرة نارية , هنا منطقة سيول ذات ضباب معتم حولها , هنا منطقة غابات بها نيران لا تنطفأ أبدا , ما نريد , كل شيء تحت تصرفنا , أي حرية هذه , نحن لا نريد أكثر من هذا ..
هذه النقطة لا يعرفها و لا يدركها إلا كاتب فانتازي , فغيره سينظر إليها باستخفاف , فمن ذا الذي يتكبد مشقة و عناء خلق عوالم موازية من أجل صنع رواية فانتازية يمرح فيها الخيال ؟! أتمنى أن تكوني قد أدركتم فائدتها ..
حسنا , نترك تلك النقطة و نتحرك للنقطة الأصعب تنفيذا , كيف سنصنع عالما فانتازيا ؟!
السؤال هذا ضخم , و لن أبالغ إذا قلت لكم أن مجلدات ضخمة كُتبت فقط للإجابة على هذا السؤال , مواقع بأكملها مخصصة للإجابة على أجزاء من هذا السؤال , الأمر هنا ضخم , مبني على أسس علمية و كتابية و أدبية هامة , لابد لنا من الإلمام بها , حتى نستطيع أن نرى الصورة كما ينبغي لنا أن نراها ..
أولا قرار الكتابة تحت هذه الطريقة ليس بالأمر الهين , نعم هو يحمل الكثير من المميزات , لكنه يحمل الكثير من الضغوط , و لهذا كتاب كثيرون كبار لا يقدرون عليه , هذا ما سأتحدث عنه لاحقا ..
العالم كما وصفته في بداية حديثي ليس مجرد ما تراه العين , هو كل شيء حولنا , و نحن فيه , لكن دعونا نتحرك بطرق مدروسة قليلا ..
أولا العالم الفانتازي يجب أن نفكر فيه بطريقة منفصلة و متصلة بالرواية , الأمران يبدوان كضدان لكنهما توأمان هنا ..
نحن يجب أن نعزل تفكيرنا في العالم الخيالي عن الرواية , و هذا كي لا نجد عالمنا مصنوعا فقط من أجل الأفكار التي برأسنا , فمن الذي يقدر على وضع أفكار رواية كاملة داخل رأسه ؟ نحن فقط نضع الخطوط العريضة , أما الهامشية منها و الأفكار الفرعية فهي تأتي وليدة اللحظة , و لهذا يجب أن تتوفر في العالم ميزة المقدرة على التوسع و تبني أية أفكار مهما كانت ..
وهذه النقطة مهمة جدا صدقوني , عن تجربة شخصية , و الأمر بسيط , يجب أن نفكر في العالم الخيالي بصورة ضخمة , ثم بعدها نتجه للخطوة التالية , ربطه مع الرواية ..
هذه الخطوة ستكون سهلة و سلسلة , حيث سنجد أمامنا عشرات الأماكن و الطرق التي يمكن بها إدخال أفكار الرواية داخل العالم الفانتازي ..
جميل , هذا عن كيفية التفكير , لكن كيفية التطبيق شيء آخر ..
أولا يجب ان يصاحب التطبيق و كتابة مواصفات العالم الخيالي رسم خرائط موازية على الورق , في البداية عامة للعالم , ثم نقوم بتفصيلها رويدا رويدا حتى ننتهي من الرواية و معها ننتهي من العالم الفانتازي ..
الخرائط أيضا علم كبير و ضخم و متشعب , و له موضوعاته التي سأحاول بّإذن الله تعالى أن أحضرها لكم ..
لكن الآن , لدي فكرة مثلا عن عالم يحتوي على السحرة , يعيشون داخل قرى محمية بالسحر , معزولة عن بقية البشر , كيف سأتابع التخطيط ؟!
أولا هذا التفكير جميل , لكن هنا يكفي , يكفي فعلا في منطقة التفكير الخاصة بالرواية , فنحن نفكر في إطار الرواية , لنتحرك سويا لنفكر بأمور أخرى , ما هي الخطوة التالية ؟!
الكوكب ..
نعم , الخطوة التالية هي الكوكب , الكوكب الذي عليه تلك الرواية , و يحتوي على هذا العالم , أين يوجد ؟ هل من المهم معرفة مكانه بين النجوم ؟
كثير من روايات الخيال العلمي تهتم كثيرا بمعارك الفضاء و حروبها , و زائري الفضاء أو الكائنات الفضائية الإيليانز , و هنا لابد من ذكر معلومات الكوكب , و هذه المعلومات من ضمنها :
-كثافة الكوكب
-كتلة الكوكب
مكانته من مجموعته الشمسية
-مكانته في الفضاء
-أقماره
-نوع تربته و سطحه
-نوع غلافه الجوي
-طبيعة جاذبيته
و أمور أخرى مهمة ..
ما هذا ,أليست هذه هي الجيولوجيا ؟!
نعم , هي جيولوجيا , سندرس في هذا العلم قليلا من الجيولوجيا , قليلا من علوم الفضاء , و الكثير من الخيال بينهما ..
يا لها من أمر متعب ..
لا , لا تتعب الآن , لدينا المزيد من الإجهاد , فبعد الحديث عن الكوكب من المنظور الفضائي , نتحرك للمنظور الأرضي , ما نوع تربته , ما طبيعة تضاريسه - وهي التي تحددها الخرائط التوضيحية له - ما نوعية كائناته , طبيعة الحياة فيه - هل حياة هادئة أم قتال و معارك -, ما هي مدنه الهامة , ما هو موقف الخير و الشر , ما هو موقف السكان ..
ثم نتحرك من هذه النقطة نحو نقطة أكثر عمقا , حيث فيها نقوم بعمل ملف صغير لكل مدينة مهمة و نتحدث عن ملخص تاريخها , توقعاتنا - مجرد توقعات و ليست أمور مسلمة و هذا أمر هام بالطبع - لدورها في الرواية , ثم نقوم بوضع قوانينها , طريقة سير الحياة بها , و بعدها لو أردنا يمكننا رسم رسومات توضيحية لها كخرائط تساعدنا على تذكر المعلومات ..
بعدها نتحرك نحو السكان , و هنا مثلا في مثالي سنجد السحرة و العاديين , يجب أن يكون هناك قوانين تنظم حياة السحرة , ما هي متطلبات الشخص كي يكون ساحرا , و كيفية الحياة في المدن السحرية ,و ما هي طبيعتهم مع المدن البشرية العادية مثلا , أعظم السحرة في تلك المدن السحرية , و أكثر السحرة شرورا مثلا , ثم نتحرك نحو البشر العاديين , أيضا قوانينهم و علاقاتهم ببعضهم و علاقاتهم بالسحرة , و طلائع و طموحات بعضهم , تاريخهم , لغاتهم - و هذا الأمر لا يقدر أحد , بل لم أسمع عن شخص استطاع خلق لغة خاصة لسكان معينين إلا تولكين نفسه - و أمور أخرى كثيرة عن شكل و طبيعة الحياة هناك ..
بعد هذا كله نستطيع أن نقول أن لدينا عالم فانتازي ..
لكن هذه ليست صعوبة العالم حقا ..
الصعوبة هي كيفية الحفاظ في الرأس على عقلية جبارة خيالية يمكنها المزج بين الاثنين حتى ينصهرا في بوتقة واحدة , و هذا أمر ليس باليسير أبدا ..
لن أخوض أكثر في طرق صنع العالم الخيالي , لأنها أضخم من مجرد موضوع واحد , لكن أعدكم بأنني سأحاول إحضار أكبر قدر ممكن من المواضيع المفيدة و الهامة بإذن الله تعالى ..
حسنا , ماذا يتبقى لنا الآن ؟!
نعم , يتبقى فقط ذكر عدة أمثلة حتى نفهم جيدا ما قلته ..
قبل أن أقول الأمثلة , قلت لكم أن الأمر هذا ليس بالشيء اليسير , و أنه يتطلب عقلية جبارة ,لهذا لم يقدر على فعل أمور كهذه إلا القلائل , لكن هذا لا يعني أن البقية لم يسيروا تبعا للنهج المرسوم لهم , لكنهم عدلوا في هذا النهج كي يوائم طبيعتهم ..
ما أعنيه هو أنهم قد مزجوا بين العالمين , العالم الواقعي و العالم الفانتازي , ليكونوا لنا عالما جديدا , عالم هو الواقعي الذي نعرفه , لكن بقوانين فانتازية جديدة علينا ..
أي أن الأديب استخدم العالم الجاهز أمامه , و قام بعمل تطوير و تعديل لقوانينه بقوانين جديدة يسير عليها ..
لكن هنا يبقى عليه ألا يعدل من القوانين الطبيعية , و عليه فقط صنع عالم موازي تماما لعالمنا الواقعي , بالقوانين التي يريدها , و التي يجب ان يحورها كي تتوائم مع قوانين عالمنا ..
أي أنه عالم فانتازي ناقص , أو جزء صغير من فكرة العالم الفانتازي مدموجة مع العالم الواقعي ..
و قد جاءت تلك الصورة في الكثير و الكثير من الكتابات , فمثلا السلسلة المشهورة للغاية هاري بوتر , اتبعت صاحبتها رولنج تلك الطريقة نظرا لضعف خيالها , حيث صممت عالما موازيا لعالمنا يعيش في الخفاء , و هو عالم السحرة , بقوانينه و قواعده و التي تسير على نهج الحياة الواقعية أيضا ..
و هناك من الأنميهات مثلا مفكرة الموت , و بليش , و دي إن آنجل , و أنميهات عديدة و كثيرة , فيها نجد مزجا بين العالم الواقعي الذي نعيشه مع عالم آخر خيالي لا نعرفه , يقوم فيه الكاتب بتعريفنا عليه بقواعده و قواننيه الخاصة , لكنها لا تختلف مع قوانين الحياة الطبيعية ..
لكن من نجح إذا في هذا الأمر ؟!
أنمي واحد شاهدته حقا في حياتي بأسرها قد نجح في فعل العالم الفانتازي بصورة مثالية تماما , بل و أبهرتني للغاية , و كلكم تعرفونه , و الكثير منكم من عشاقه , إنه الأنمي الرهيب ناروتو ..
فناروتو تدور أحداثه داخل عالم من النينجا , داخل أرض لا تمت للواقع بصلة , الأنمي يحتوي على كل عناصر العوالم الفانتازية و من خرائط تفصيلية للعالم الناروتي , ثم قوانين كل قرية و قواعدها , وعلاقاتها , و القوانين التي تتكاتف سويا لتشكل قوانين عالم جديد نشعر أنه منعزل عن عالمنا , نحبه و نتعايش معه بكل قوتنا ..
من شاهد ناروتو و قد فهم ما قلته سابقا , سيفهم ما أعنيه ..
أفكر بعمل دراسة مستفيضة عن ناروتو من وجهة نظري , دراسة تحليلية لكاتبه و أساليبه , فهو مثال نموذجي على تطبيق الطريق التولكينية بكافة حذافيرها ..
و أعتقد ان نكهة ناروتو الجميلة تطغي على الجميع , و هي توضح و بقوة مدى تأثير العوالم التولكينية إذا ما طُبقت بطريقة سليمة , و بدون أي تقصير , في نفوس القراء ..
حسنا , أعتقد أنني قد وصلت إلى نهاية ما لدي الآن ..
فكل ما لدي يجب عليه أن أتيقن أولا قبل عرضه من فهمكم التام من كل ما قلته ..
أتمنى أن أكون قد أفدتكم و لو قليل بما أعرفه ..
هدفي الخاص هو أن تصبحوا أفضل مني , أنا أعرف هذا مما قد قرأته ومن إطلاعاتي الشخصية , و أتمنى أن يأتي اليوم الذي أتعلم منكم جميعا ..
حسنا
لا درس بدون تطبيق .. (( لمن يرغب في هذا ))
التطبيق :
على من فهم الدرس اليوم أن يقوم بكتابة عالم فانتازي من خياله , عالم يضع فيه خطوطه العريضه , من وجهة نظره مما قد يحتويه من عناصر و قوانين و علاقات و تاريخ بصورة موجزة , أي تطبيق عملي على ما كان بالأعلى ..
و أي شيء لم يفهمه احد أنا مستعد للتوضيح ..
تحياتي جميعا ..
الساحر..